ثمانية من شباب مدينة «لوس أنجلوس» الأمريكية اتفقوا معاً على
الاستغناء عن جميع أجهزتهم الإلكترونية من ضمنها التليفون المحمول
والـ(I-Pod) والكمبيوتر الشخصى والتليفزيونات وكذلك موقع «فيس بوك»، لمدة
أسبوع كامل من أجل اختبار تأثير التكنولوجيا الحديثة على حياتهم.
كانت
دراسة حديثة توصلت إلى أن الشباب يستغرقون أكثر من أربع ساعات لمشاهدة
التليفزيون يومياً، ودراسة أخرى أكدت أن المراهقين يرسلون 50 رسالة نصية
فى اليوم الواحد، وأن ثلاثة أرباع الشباب الأمريكى مشترك على مواقع
الشبكات الاجتماعية مثل «فيس بوك» و«ماى سبيس».
وتروى «ميليسا هو»
تجربتها فى الاستغناء عن جهاز الآى بود (I-Pod) لمدة أسبوع: «أحب الموسيقى
للغاية وأسمعها فى أوقات كثيرة، عند الركوب فى السيارة وأثناء تناولى
للطعام وقبل النوم، لذا الاستغناء عنها يعتبر تحدياً بالنسبة لى»، وأكدت
ميليسا أن أول أيام الأسبوع كانت الأسوأ بالنسبة لها، وأنها كانت تذهب إلى
المكتبة لقضاء وقتها الذى لم يكن سهلاً عليها.
وتقول ميليسا إنه
بعد مرور أول يومين، أصبح الأمر سهلاً، وبدأت أنظر وأهتم بأشياء لم أكن
أفعلها من قبل، وتعهدت ميليسا بأنها لن تقضى أغلب وقتها، كما سبق، فى
الاستماع إلى الأغانى فحسب، ولكنها ستتجه إلى القراءة والاهتمامات الشخصية.
بينما
كانت الأزمة الأكبر بالنسبة لـ«إيليوت كون» و«سيدنى تشاو»، عندما استغنا
عن هاتفيهما المحمولين لمدة أسبوع، يقول إيليوت أن الأمر المزعج هو عدم
تدوين الأرقام المسجلة على الهاتف فى أى ورقة، فضلأً عن نسيان مواعيد
الذهاب إلى العيادة أو المناسبات وأعياد الميلاد، بينما تقول سيدنى إن أمر
استغنائى عن الهاتف المحمول أزعج والدتى كثيراً بسبب تعودها على الاطمئنان
على كل فترة فى اليوم.
واتجهت سيدنى، أثناء انتظار والدتها، إلى
قراءة الروايات بدلاً من التحدث إلى إحدى صديقاتها على التليفون، كما عادت
إلى ارتداء الساعات بدلاً من اعتمادها على ساعة التليفون.
وتنتهى
سيدنى بقولها «تعلمت الصبر عندما استغنيت عن تليفونى، فالأجهزة
التكنولوجية تزرع فينا عادة السرعة والعجلة». بينما فشلت كريستى بلازا فى
الابتعاد عن استخدام الإنترنت طوال الفترة المتفق عليها، «كنت أقرأ يومياً
عدداً من القصص الكوميدية على المواقع الإلكترونية، لدرجة أن أصدقائى
أطلقوا على لقب المدمنة، فتحديت نفسى لخوض تجربة الاستغناء عنها».
واعترفت
كريستى بأنها حاولت الدخول على موقع «يوتيوب» وقضت عليه 20 دقيقة بما يخل
بالاتفاق، ولكنها أكدت أنها تعلمت التقليل من وقت استخدام الإنترنت وقضاء
الوقت فى قراءة قائمة الكتب التى أعدتها.
وعن الفيس بوك، كان «زوى
ليملسون» يقضى يومه بالكامل أمام الموقع مع أصدقائه وألعابه، ولذا اعتبر
الابتعاد عن «فيس بوك» يكاد يكون مستحيلاً، ولكنه كان أبسط من ذلك- على حد
قوله.
يروى زوى قصته «بدأت بحذف جميع التطبيقات الخاصة بفيس بوك
على تليفونى المحمول حتى أبتعد عنه تماماً، وواجهت عقلى الباطن الذى ظل
يخبرنى بأن هناك من ينادينى على الموقع وأن على التحقق من الصور والملفات
التى تم نشرها على صفحتى، ولكننى واجهتها ولم أدخل على حسابى الشخصى».
وأكد
زوى أنه حاول الدخول على الموقع عندما شاهد إعلان فيلم «فيس بوك» الذى
يعرض فى أمريكا تلك الأيام، إلا إنه قاوم نفسه واتجه إلى القيام بأنشطة
أخرى، مختتماً كلامه بأن أول يوم بعد انتهاء الأسبوع المتفق عليه لم يشعر
فيه بأى حنين إلى الدخول من جديد إلى موقع «فيس بوك».
المصدر: المصرى اليوم / بسنت زين الدين