فى قفزة تكنولوجية مذهلة وكبيرة ، تحولت فكرة ( الرؤية الإليكترونية )
، و إمكانية استعراض معلومات معينة فى مجال الإبصار العادي، من فكرة
خيالية تتناولها أفلام الخيال العلمي الخاصة ب( بالروبوتات ) ، إلى فكرة
واقعية تماما والظهور قريبا ،وتطبيقها على البشر هذه المرة وليس الآلات ،
عندما توصل مجموعة من العلماء والباحثين ، فى جامعة واشنطن Washington
University الى إبتكار هائل ، فى مجال البصريات ، عندما قاموا بعمل عدسات
لاصقة تحتوى على دوائر اليكترونية مجهرية مثبتة على سطحها ،ستجعل من السهل
وضع معلومات وأشكال مختلفة ، يتم عرضها فى مجال الرؤية الخاص بمن يرتديها
...!!
وهكذا ، وفى المستقبل القريب ، عندما يتم تفعيل هذه
التكنولوجيا ، سوف يتمكن السائقون مثلا من استعراض الخرائط والاتجاهات فى
مجال رؤيتهم مباشرة ، أثناء القيادة دون إبعاد أعينهم عن الطريق ،أو
الاستعانة بأى خرائط فى شاشات عرض ، او خرائط ورقية ، لأنها ستظهر مباشرة
فى مجال رؤيتهم ، وبدون استخدام أى أجهزة أو منظارات إليكترونية توضع على
أعينهم ، لمجرد تثبيت هذا النوع من العدسات على حدقة العين ، والتى ستمكن
أيضا ضعاف السمع ، من قراءة رسائل تنبيه نصية ، أو رؤية رمز تنبيهي يظهر
أمام مجال بصرهم ، فور حدوث اي حالة طوارئ ، كإطلاق جرس إنذار الحرائق
مثلا ، وغيرها من الحالات والمواقف التى سيكون من المفيد جدا تطبيق هذا
النوع من العدسات من اجلها.
فكرة عمل التقنية الجديدة فى العدسات ،
قاد تطويرها العالم ( باباك بارفيز Pabak Parviz ) ، ان هذا النوع من
العدسات يحتوي سطحها على ثقوب بالغة الدقة ، تكون أرق بمقدار ألف مرة من
حجم الشعرة البشرية ، تقوم هذه الثقوب الدقيقة ، باجتذاب الاليكترونيات
التى تطفو على سطح العدسة وتوجيهها ، في عملية تعرف ( التجميع الذاتي ) ،
حتى تلتحم الاليكترونيات الصحيحة مع ثقوبها المكملة لها ، وهي الحالة التى
تم برمجة العدسة على العمل من خلالها بأنظمة شديدة التعقيد.
وعلى
الرغم من تعقيد الفكرة ، إلا أنها أثبتت نجاحا مبهرا فى التجارب الأولية
لها ، وتخضع لتطوير مكثف من جهة فريق الباحثين ، الذين يدرسون كيفية زيادة
قدرات هذه العدسات الاليكترونية ، بخصائص اضافية ، كخاصية التزويم مثلا ،
الى جانب العمل على ايجاد مصادر تمد العدسة الاليكترونية بالطاقة للازمة ،
من خلال ألواح شديدة الدقة والصغر تعمل بالطاقة الشمسية...
المصدر: عماد محمد أبو الفتوح - طريق الأخبار