الحمد لله والصلاة على محمد واله الطاهرين
وبعد:
في
البدء أقول: مما لا يُرْتَابُ فيه وجودُ واقعْ حاليٍّ ملموس الأثر ألا وهو
تعدد مصادر تحصيل العلم والمعرفة والثقافة في شتى مرافق الحياة الإنسانية
المعنوية والمادية، الخاصة والعامة،الإجتماعية والفردية - مع غض النظر عن
الحكم بايجابية البعض وسلبية الأخر - ولكن مما ينبغي التفصيل فيه هو:
البحث
عن الأسلوب الأمثل في كيفية التعامل مع هذه المصادر المتعددة مع ملاحظة
الواجبات الملقات على عاتق الفرد والمجتمع ازاء ذلك كي توجد هناك حالة من
الحركة والتغير بدلا من الجمود والتخلف وضياع المصير، نعم نحن المسلمين
مستهدفون في اسلامهم وهويتهم ومبادئهم وقيمهم ولكن لا يعني ذلك الجُبْنُ
والتقهقر للخلف تاركين وراء ظهورنا الإستفادة الصحيحة مما اسهمت فيه
الحضارات المتطورة والمتقدمة من نتاجات لها دور كبير في خدمة الإنسان
ودينه ودنياه المعاش خصوصا فيما هو من الأشياء المشتركة الصالح استخدامها
في الحلال والحرام بأن يوظف استخدامه في الحلال والمشروع خاصة ، فنحن الأن
- مثلا - وبفضل هذا الكمبيوتر والأنترنت وهذا الموقع المحترم نستطيع أن
نوصل الرسالة الإسلامية المكتوبة هنا إلى كل العالم قاصدين به خدمة الدين
الحنيف والمبدأ من خلال طرح الرأي في القضايا المهمة والمصيرية المطروحة
فيه - نعم بالنسبة للمنحصر استخدامه في الحرام فذلك له شأن اخر وتفصيله
مرجوٌّ لمحله في البحث -.
والشيء الأخر الذي أريد أن أنوِّه به هو
أن تعدد المصادر الثقافية والمعرفية يترك أثره السلبي على الشاب فيما لو
لم يكن من الأساس قد بني البناء الصحيح روحا وفكرا ليعيش صراعا حادا في
اختيار طريقه العلمي والعملي في هذا العالم الواسع والرحب أو كان هو نفسه
من المهملين لأنفسهم وعقلهم المحتج به عند الله تعالى حيث أن العقل أصل
الإنسان ودعامته التي يفرق بها عن الحيوان في هذا السور الدنيوي المحدود
ليلقي بعدئذٍ تبعات تقصيره على هذا الطرف أو ذاك .
والخلاصة:
أن
تعدد مصادر العلم والمعرفة والثقافة أمر فرض نفسه على الجميع ولكنه لم
يقهرهم على أن يتناولوه بصيغته المطروحة، فلدينا نحن المسلمين شريعةٌ
وعلماءٌ وعقولٌ تزجر وتنهى وتبعث وتحث في الموقع المناسب، ويبقى الإنسان
بعد هذا متحملا لتبعات عمله في الدنيا والأخرة.
والحمد لله .