تُطلق تسمية التضاريس relief على مختلف الأشكال الطبوغرافية لسطح الأرض،
من جبال وتلال وسهول وهضاب ووديان وسطوح ذات مستويات إيجابية أو سلبية،
بما في ذلك سطوح قيعان البحار والمحيطات.
عوامل نشوء التضاريس
تقسم عوامل نشوء التضاريس إلى قسمين: 1ـ عوامل باطنية، 2ـ عوامل خارجية.
تتعرض
القشرة الأرضية لضغوط كبيرة وحركات بنائية (تكتونية) تؤدي إلى عدم
استقرارها، وإلى استمرار حركتها. وقد تكون الحركة سريعة في حالة الزلازل
والبراكين، أو بطيئة على مدى ملايين السنين.
ولكن على الرغم من تقسيم
العوامل المؤثرة في تشكل التضاريس وتطورها إلى داخلية وخارجية وبطيئة
وسريعة، فلا يمكن فصل بعضها عن بعض، لأنها كل متكامل، وتشكل منظومة واحدة.
ولتسهيل الدراسة لابد من دراسة كل منها على حدة.
1ـ العوامل الباطنية
أ
ـ البراكين: تشمل عملية البركنة جميع العمليات التي تندفع بوساطتها المواد
الصلبة والسائلة والغازية من أعماق الكرة الأرضية إلى السطح مشكلة
المخاريط والقباب والأغشية البركانية، وتشكل الكسور والشقوق ومناطق الضعف
في القشرة الأرضية ممرات للمهل magma والمواد البركانية (اللابات) الأخرى
[ر.البركان].
ب ـ الزلازل: هي حركات فجائية سريعة جداً
تعتري سطح القشرة الأرضية، وتكون على شكل هزات أفقية أو شاقولية أو رحوية،
تنطلق من مركز عميق داخل الأرض نحو مركز سطحي، ومنه تتوزع نحو الأطراف
[ر.الزلزال].
ج ـ الالتواءات folds: تتعرض الطبقات الصخرية المؤلفة
من المواد الرسوبية المكدسة بعضها فوق بعض في المقعرات الأرضية، إلى حركات
بنائية (تكتونية)، وخاصة قوى الضغط الجانبي التي تؤدي إلى تشكل تموجات أو
التواءات.
د ـ الصدوع faults: تقوم الحركات البنائية بدور
مهم في رسم معالم سطح الأرض، فإذا كانت هذه الحركات شديدة، والصخور التي
تتأثر بها صلبة وقليلة المرونة، فإنها تتكسر وتشكل كتلاً من الصخور
المخلعة، تفصل بينها صدوع تختلف أهميتها تبعاً لقوة الحركة وتجاوب الطبقات
الصخرية، وينتج عن ذلك تحرك الطبقات الصخرية أفقياً أو شاقولياً أو
الاثنين معاً. من هنا فإن الفالق هو انكسار يصيب الطبقات الصخرية، ويؤدي
إلى تشويه هندستها. وتصادف الصدوع في سائر أنواع صخور القشرة الأرضية
بدرجات مختلفة، ويتميز كل صدع بعناصر أساسية هي:
1ـ رمية الصدع، 2ـ شفتا الصدع، 3ـ مضرب الانكسار، 4ـ زاوية الميل، 5ـ مرآة الصدع، 6ـ الحافة الانكسارية، 7ـ النطاق الانكساري.
أما
من حيث أنواع الصدوع، فإنها تُصنف عادة تبعاً لمعدلات تحرك الكتل الصخرية
وزحزحتها على جانبي خط الصدع، ويمكن تمييز الأنواع الآتية من الصدوع:
ـ الصدع العادي أو الموافق: ويكون فيه أحد الجانبين قد انزلق نحو الأسفل باتجاه مستوى الصدع.
ـ
الصدع المعاكس: وهو الصدع الذي يميل فيه مستوى الصدع لجهة المرتفع، وتأخذ
فيه الشفة العليا المستلقية وضعاً هابطاً، والشفة السفلى المعلقة وضعاً
مرتفعاً.
ـ الصدوع السلّمية: وتنشأ عندما يحدث عدد من الصدوع مختلفة المدى، ويكون النزول على القطاعات بوساطة زمرة من المدرجات المتتابعة.
ـ الصدع المتباعد أفقياً: وتكون الحركة أفقية وموازية لخط ظهور الانكسار.
ـ
الصدوع المركبة: ويحدث فيها أن تهبط الطبقات والكتل الصخرية بين كسرين،
وينشأ عن ذلك إما منخفض يسمى أخدوداً أو غوراً graben، وأحياناً يحدث
العكس فترتفع كتلة صخرية وسطى نحو الأعلى فيتشكل نجد horst.
2ـ العوامل الخارجية:
_العوامل الجوية: وينتج عنها التجوية الفيزيائية التي تؤدي إلى تفتت
الصخور وتجزئتها من دون أن يرافق ذلك أي تبدل في خواصها الكيمياوية،
_التضاريس البنيوية
هي التضاريس الناشئة عن العوامل الباطنية والمتأثرة ببنية الصخور وهندستها ولم يظهر فيها أثر العوامل الخارجية بوضوح وتشمل:
أ ـ التضاريس الناشئة عن بنية أفقية.
ب ـ الطبقات المائلة
ج ـ التضاريس الالتوائية
د ـ التضاريس الصدعية:
_التضاريس الحركية ـ المناخية
وتعني
دراسة منظومات الحت الحيوي المناخي، أي مجموعة تطورات الحت والتراكم
العائدة لشروط الحرارة والرطوبة والغطاء النباتي الخاص بكل نطاق
فالنظام
الحتي الحالي عبارة عن نظام ناتج عن تدخل الإنسان، لذا يجب البحث في
مناخات الماضي عن العوامل المسؤولة عن الجيومورفولوجية الحالية. فلكل مناخ
غطاء نباتي محدد يؤثر في سير تكييف الملامح الجيوموفولوجية، فالغابة تكبح
جماح الحت بنسبة عالية، بينما السهوب والصحراء الجرداء تسمح بظهور الأرض
العارية، وسيادة التعرية الريحية.
_التضاريس النهرية
تتكون
التضاريس النهرية نتيجة لحركة الماء الجاري، إذ تعمل الجاذبية الأرضية
والثقالة على تحريك ذرات الماء من المناطق المرتفعة باتجاه المناطق
المنخفضة، ونتيجة لحركة الماء فإنه يحمل المواد الذائبة والعالقة ويحرك
المواد التي لا يمكنه حملها. ولكل نهر طاقة حدية على الحمل والنقل، فإذا
زادت المواد على هذه الطاقة حصل الترسيب، وإذا نقصت يقوم النهر بحز مجراه.
وللماء خاصية فرز المواد، إذ أول ما يترسب المواد الخشنة، تليها المواد
الأقل خشونة وهكذا، كما يزداد الحفر عموماً بوساطة الماء والمواد الصلبة
فيه،
_الدورة الحتية
تمر التضاريس في حياتها، وفي حال الهدوء
التكتوني والاستقرار المناخي البيئي، بمراحل متتالية من التطور إلى أن تصل
في مرحلة نهائية إلى توقف الحت، والوصول إلى مرحلة شبه السهل، وتوقف جريان
الأنهار نظرياً. وتمر التضاريس بمختلف أنواعها بالمراحل الآتية:
أ ـ مرحلة الشباب: وتتميز بتبدلات سريعة في أشكال التضاريس.
ب ـ مرحلة النضج: وهي مرحلة التطور نحو الانسجام.
ج
ـ مرحلة الهرم: تزول في أثنائها السطوح المرتفعة الأولى للتضاريس كليا،
نتيجة لاستمرار عملية حت السفوح وتقاطعها، وزوال القسم البارز من خطوط
تقسيم المياه.